تزخر جهة بني ملال-خنيفرة بإرث ثقافي عريق يجسد قرونًا من التاريخ, العادات ,الفولكلور والتقاليد الأصيلة التي تناقلتها الأجيال. ويتجلى ذلك في الاحتفالات المتنوعة التي تشهدها أقاليمها الخمسة، بدءًا من المواسم الدينية وصولًا إلى الأسواق الأسبوعية والاحتفالات الشعبية التي تميز هوية الجهة. تعتبر القصبات معالم أسطورية تجسد روح القبائل والحضارات التي شيدتها. تبهر قصبة سيدي موسى بجمالها، وتشع زاوية أحنصال بقدسيتها، بينما تُظهر القصبة الإسماعيلية عظمتها، وتحفظ تادلة أصالتها. تنطق أحجارالقصبات بآثار الحضارات المتعاقبة، وصداها المتردد يجذب الزوار
وأهل المنطقة، لينصت كل منهم إلى الحكايات التي ترويها الجدران العريقة. يمثل المطبخ الأمازيغي، الغني بمكوناته المحلية الأصيلة، كنزًا يجذب الزوار. وتعكس الأطباق التقليدية مزيجًا فريدًا من النكهات، بينما تبرز الأسواق تنوعًا في التقاليد الغذائية، مما يترك انطباعات لا تُنسى. وتتكامل الموسيقى الأمازيغية الأطلسية مع الرقصات الشعبية والفنون الأدائية التي تضيء مهرجانات المنطقة واحتفالاتها. يساهم الفنانون، الذين ذاع صيتهم خارج حدود المنطقة، في مبادرات وطنية ودولية، مما يعزز مكانة المنطقة كمركز ثقافي رائد في المغرب. يمثل التراث
الحرفي عنصراً أساسياً في هوية المنطقة، بما يزخر به من مهارات تتناقلها الأجيال. فالزربية الأمازيغية المنسوجة، والفخار، والنقش على الخشب، كلها تعكس غنى الإرث المحلي. يسعى الحرفيون إلى الحفاظ على هذه التقاليد، الأمر الذي يجذب عشاق الثقافة والخبراء على حد سواء. تشكل التقاليد الشفهية ركنًا أساسيًا في النسيج الثقافي للجهة، حيث تنقل حكايات الشجاعة والحكمة والفولكلور عبر فن الحكي، رابطًا الماضي بالحاضر. رغم تطور المنطقة، يظل هذا الإرث جزءًا من هويتها، شاهدًا على روحها المتوارثة وتاريخها الخالد.